اترك ابنك في المسجد وادر ظهرك

حينما كنا صغارا كان شيوخنا يبدأوا معنا بالقرأن وكنا اذا انتهينا من الصلاة تجمعنا حول الشيخ ليعلمنا القرأن واحكام تجويده وحفظه وفي جلسات اخرى كان يقرأ علينا من كتاب رياض الصالحين للنووي وكان يفسر لنا القرأن والحديث. وكان من جملة ما يعلمنا الترغيب والترهيب فكان يشرح لنا الجنة ويشرح لنا غضب الله والنار ثم تطورنا ليتم ترقيق قلوبنا بحكايات الزهد والزاهدين والسيرة النبوية العطرة وكان هناك جلسات نتذاكر فيها قصص الانبياء واحوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين . ثم اشتد زندنا وقويت عزيمتنا فاصبحنا نجلس لنتدارس ونقرأ فكر الاسلام وعلاقة الاسلام مع الاخرين والملل والنحل والعقيدة الصحيحة التي توصلنا الى ان لا نشرك بربنا لا فكرا ولا عملا . وكنا اذا سمعنا حديث عن دعاء دعاه رسولنا الكريم عليه السلام سارعنا بذكره تقليدا لرسولنا حتى اصبحت السنتنا ملهمة بالتسبيح والتكبير والتهليل . وخلال هذه الفترة تشربنا مما تعلمنا مكارم الاخلاق وطرق مهذبة في ديننا وكيف نتعامل مع البشر اجمعين . الدين عظيم وتعاليمه جميلة وكان ابي يقول لي اترك ابنك في المسجد وادر ظهرك فنعم المكان ونعمة التربية .
منقول