الحب من وجهة أخرى في الإدراك و الإحساس ...بقلم 2597

و نأتي الآن عن الحب الذي لم يترقى بعد إلى هذا المستوى الروحي المجرد عن الانفعال الإنساني و أقول فيه الحب هو العلاقة بين أنا و الآخرين وهذا يعني أن حتى الكره حبا لأنه يعني لي نقصان الحب و غيابه فشكل في نفسي الفراغ الذي يعني لي حين أردت أن أحس بالحب فوجدت شيئا منقوصا فأسميته الكره لأني لم أفهمه على وجهه الصحيح .

لو تكلمنا عن الحب في الشريعة فإننا لا نجد فرقا بينه و بين إدراك الحب بالحقيقة و أعني بها الوجدان و الروح و تعالي بنا مرة آخرة نتأمل ما يلي عندما يحب الله عبدا ينادي ملائكته و يقول أني أحببت فلانا فتنادي الملائكة أن الله أحب فلان فأحبوه.....فهل الله محتاج إلينا؟؟

هناك أمر غريب انتبه له العلماء و هو أن النبات يحب.....و يحب بعضه البعض و هناك شئ أخر هو أن الجماد هذا الذي نعتقده أنه مجرد عن العواطف فهو يحب أيضا (فما بكت عليهم السماء و الأرض) ..الله هو يعني الجماد يترقى ليدرك معنى الحب الوجودي... فكيف مثلا النبات يحب و الجماد يحب و هما المجردان عن قيم الإنسان و عن النفس...فبأي قلب أحبوا؟؟؟ الله...لو أنت أدركت معي هذا المعنى لسوف يصل عندك هذه المعرفة لحد الإدراك و لما لا لحد الإشباع في إدراك الحب المجرد عن الإنسان وهذا لا يعني لي بأي حال أن يتوفر للأي أحد المعنى الذي أنا توصلت له لأنه لا يستطيع معي أن يوحد الأرواح عنده و الجوارح عنده في التوحد فلو قلنا أننا أدركناه فما علينا أن نقول أننا أدركنا الحقيقة و السعادة الكاملة و الكامنة في الوجود. و أنت لو رجعت لمعنى الحب عندك و أعدت قرأته ستجد نفسك تسير إلى التوحد الروحي و الوجداني لكن مازال عندك انشقاق... و هذا لأنك تخاطب الحب من جهة العقل بل تحاول البحث عنه بإدركات أخرى لكنك لا تترفق في ذلك من حيث أن الربط عنك مازال من جهة المنظور الاجتماعي فأنت دائما تدرك الحب بالملموس العقلي أو النصي بالإحساس و تغيب الإدراك الوجداني و الروحي المنفذ الحقيقي للإدراك الحب الذي يجلب لك السعادة المطلقة و الراحة النفسية الأبدية.



بقلم محمد المغربي
كل الاحترام و التقدير


__________________